کد مطلب:109870 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:162

خطبه 152-ستایش خدا











ومن خطبة له علیه السلام

فی صفات الله جل جلاله، وصفات أئمة الدین

الْحَمْدُ للهِِ الدَّالِّ عَلَی وُجُودِهِ بِخَلْقِهِ، وَبِمُحْدَثِ خَلْقِهِ عَلَی أَزَلِیَّتِهِ، وَبِاشْتِبَاهِهِمْ عَلَی أَنْ لاَ شَبَهَ لَهُ. لاَ تَسْتَلِمُهُ الْمَشَاعِرُ، وَلاَ تَحْجُبُهُ السَّوَاتِرُ، لِإِفْتِرَاِق الصَّانِعِ وَالْمَصْنُوعِ، وَالْحَادِّ وَالْمَحْدُودِ، وَالرَّبِّ وَالْمَرْبُوبِ. الْأَحَدُ بِلَا تَأْوِیلِ عَدَدٍ، وَالْخَالِقُ لاَ بِمَعْنَی حَرَكَةٍ وَنَصَبٍ. وَالسَّمِیعُ لاَ بِأَدَاةٍ، وَالْبَصِیرُ لاَ بِتَفْرِیقِ آلَةٍ، وَالشَّاهِدُ لاَبِمُمَاسَّةٍ، وَالْبَائِنٍ لاَبِتَرَاخِی مَسَافَةٍ، وَالظّاهِرُ لاَبِرُؤیَةٍ. وَالْبَاطِنُ لاَ بِلَطَافَةٍ. بَانَ مِنَ الْأَشْیَاءِ بَالْقَهْرِ لَهَا. وَالْقُدْرَةِ عَلَیْهَا، وَبَانَتِ الْأَشْیَاءُ مِنْهُ بَالْخُضُوعِ لَهُ، وَالرُّجُوعِ إِلَیْهِ. مَنْ وَصَفَهُ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ عَدَّهُ فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ، وَمَنْ قَالَ: «كَیْفَ»، فَقَدِ اسْتَوْصَفَهُ، وَمَنْ قَالَ: «أَیْنَ»، فَقَدْ حَیَّزَهُ. عَالِمٌ إِذْ لاَ مَعْلُومٌ، وَرَبٌّ إِذْ لاَ مَرْبُوبٌ، وَقَادِرٌ إِذْ لاَ مَقْدُورٌ.

فی أئمّة الدین

منها: فَقَدْ طَلَعَ طَالِعٌ، وَلَمَعَ لاَمِعٌ، وَلاَحَ لاَئِحٌ، وَاعْتَدَلَ مَائِلٌ، وَاسْتَبْدَلَ اللهُ بِقَوْمٍ قَوْماً، وَبِیَومٍ یَوْماً، وَانْتَظَرْنَا الْغِیَرَ انْتِظَارَ الْمُجْدِبِ الْمَطَرَ. وَإِنَّمَا الْأَئِمَّةُ قُوَّامُ اللهِ عَلَی خَلْقِهِ، وَعُرَفَاؤُهُ عَلَی عِبَادِهِ، لاَ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ، وَلاَ یَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ منْ أَنْكَرَهُمْ وَأَنْكَرُوهُ. إِنَّ اللهَ خَصَّكُمْ بَالْإِسْلاَمِ، وَاسْتَخْلَصَكُمْ لَهُ، وَذلِكَ لاَِنَّهُ اسْمُ سَلاَمَةٍ، وَجِمَاعُ كَرَامَةٍ، اصْطَفَی اللهُ تَعَالَی مَنْهَجَهُ، وَبَیَّنَ حُجَجَهُ، مِنْ ظَاهِرِ عِلْمٍ، وَبَاطِنِ حِكَمٍ. لاَ تَفْنَی غَرَائِبُهُ، وَلاَ تَنْقَضِی عَجَائِبُهُ. فِیهِ مَرَابِیعُ النِّعَمِ، وَمَصَابِیحُ الظُّلَمِ. لاَ تُفْتَحُ الْخَیْرَاتُ إِلاَّ بِمَفَاتِحِهِ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلاَّ بِمَصَابِحِهِ. قَدْ أَحْمَی حِمَاهُ، وَأَرْعَی مَرْعَاهُ. فِیهِ شِفَاءُ الْمُسْتَشْفِی، وَكِفَایَةُ الْمُكْتَفِی.

منها

وَهُوَ فِی مُهْلَةٍ مِنَ اللهِ یَهْوِی مَعَ الْغَافِلِینَ. وَیَغْدُومَعَ الْمُذْنِبِینَ، بلاَ سَبِیلٍ قَاصِدٍ، وَلاَ إِمَامٍ قَائِدٍ.

منها: حَتَّی إِذَا كَشَفَ لَهُمْ عَنْ جَزَاءِ مَعْصِیَتِهِمْ، وَاسْتَخْرَجَهُمْ مِنْ جَلاَبِیبِ غَفْلَتِهِمُ، استَقْبَلُوا مُدْبِراً، وَاسْتَدْبَرُوا مُقْبِلاً، فَلَمْ یَنْتَفِعُوا بَمَا أَدْرَكُوا منْ طَلِبَتِهِمْ، وَلاَ بِمَا قَضَوْا مِنْ وَطَرِهِمْ. إِنِّی أُحَذِّرُكُمْ، وَنَفْسِی، هذِهِ الْمَنْزِلَةَ، فَلْیَنْتَفِعِ امْرُؤٌ بِنَفْسِهِ، فَإِنَّمَا الْبَصِیرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَكَّرَ، وَنَظَرَ فَأَبْصَرَ، وَانْتَفَعَ بِالْعِبَرِ، ثُمَّ سَلَكَ جَدَداً وَاضِحاً یَتَجَنَّبُ فِیهِ الصَّرْعَةَ فِی الْمَهَاوِی، وَالضَّلاَلَ فی الْمَغَاوِی، وَلاَ یُعِینُ عَلَی نَفْسِهِ الْغُوَاةَ بِتَعَسُّفٍ فِی حَقٍّ، أَوْ تَحَرِیفٍ فی نُطْقٍ، أَوْ تَخَوُّفٍ مِنْ صِدْقٍ.

عظة الناس

فَأَفِقْ أَیُّهَا السَّامِعُ مِنْ سَكْرَتِكَ، وَاسْتَیْقِظْ مَنْ غَفْلَتِكَ، وَاخْتَصِرْ مِنْ عَجَلَتِكَ، وَأَنْعِمِ الْفِكْرَ فِیَما جَاءَكَ عَلَی لِسَانِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ- صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمِ- مِمَّا لاَبُدَّ مِنْهُ وَلاَ مَحِیصَ عَنْهُ، وَخَالِفْ مَنْ خَالَفَ ذلِكَ إِلَی غَیْرِهِ، وَدَعْهُ وَمَا رَضِیَ لِنَفْسِهِ، وَضَعْ فَخْرَكَ، وَاحْطُطْ كِبْرَكَ، وَاذكُرْ قَبْرَكَ، فَإِنَّ عَلَیْهِ مَمَرَّكَ، وَكَمَا تَدِینُ تُدَانُ، وَكَمَا تَزْرَعُ تَحْصُدُ، وَمَا قَدَّمْتَ الْیَوْمَ تَقْدَمُ عَلَیْهِ غَداً، فَامْهَد لِقَدَمِكَ، وَقَدِّمْ لِیَوْمِكَ. فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ أَیُّهَا الْمُسْتَمِعُ! وَالْجِدَّ الْجِدَّ أَیُّهَا الْغَافِلُ! (وَلاَ یُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِیرٍ). إِنَّ مِنْ عَزَائِمِ اللهِ فِی الذِّكْرِ الْحَكِیمِ، الَّتِی عَلَیْهَا یُثِیبُ وَیُعَاقِبُ، وَلَهَا یَرْضَی وَیَسْخَطُ، أَنَّهُ لاَ یَنْفَعُ عَبْداً ـ وَإِنْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ، وَأَخْلَصَ فِعْلَهُ ـ أَنْ یَخْرُجَ مِنَ الدُّنْیَا، لاَقِیاً رَبَّهُ بِخَصْلَةٍ مِنْ هذِهِ الْخِصَال لَمْ یَتُبْ مِنْهَا: أَنْ یُشْرِكَ بِالله فِیَما افْتَرَضَ عَلَیْهِ مِنْ عِبَادَتِهِ، أَوْ یَشْفِیَ غَیْظَهُ بِهَلاَكِ نَفْسٍ، أَوْ یَعُرَّ بِأَمْرٍ فَعَلَهُ غَیْرُهُ، أَوْ یَسْتَنْجِحَ حَاجَةً إِلَی النَّاسِ بِإِظْهَارِ بِدْعَةٍ فِی دِینِهِ، أَوْ یَلْقَی النَّاسَ بِوَجْهَیْنِ، أَوْ یَمْشِیَ فِیهِمْ بِلِسَانَیْنِ. اعْقِلْ ذلِكَ فَإِنَّ الْمِثْلَ دَلِیلٌ عَلَی شِبْهِهِ. إِنَّ الْبَهَائِمَ هَمُّهَا بُطُونُهَا، وَإِنَّ السِّبَاعَ هَمُّهَا الْعُدْوَانُ عَلَی غَیْرِهَا، وَإِنَّ النِّسَاءَ هَمُّهُنَّ زِینَةُ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَالْفَسَادُ فِیهَا; إِنَّ الْمُؤْمِنِینَ مُسْتَكِینُونَ، إِنَّ الْمُؤْمِنینَ مُشْفِقُونَ، إِنَّ الْمُؤْمِنینَ خَائِفُونَ.